في ظلال السيرة : بنو قينقاع الحدث والعبرة

في ظلال السيرة : بنو قينقاع الحدث والعبرة
بقلم د. أحمد عبد الخالق
لا يكاد يمر شهر إلا وكان للمسلمين فيه غزوة . وعلى رأسها الرسول صلى الله عليه وسلم ، أوَ سٍِِريةٍٍُُُِِ بتكليف من الرسول القائد عليه الصلاة والسلام ، حتى حفلت الأشهر بمعارك عظيمة سجلها التاريخ بمداد من نور ، وكانت بحق شاهدة لأمة الإسلام بأنها أمة لا ترضى الدنية في دينها وأنها أمة عاشت عزيزة يعمل لها عدوها ألف حساب ، فلقد أذلت الجبابرة والقياصرة والأكاسرة ، ومَرَغت أنوفهم في التراب ، ورفعت راية الإسلام عالية خفاقة .
وإني لأسوق إليك أخي القارئ ما تم من معارك في شهر شوال فقط ، ما بين غزوة وَسٍِِريةٍٍُُُِِ فمن الغزوات : بني قينقاع . في السنة الثانية غزوة بني سليم . في السنة الثانية – غزوة أحد  . في السنة الثالثة – حمراء الأسد . في السنة الثالثة – الأحزاب . السنة الخامسة – حنين . السنة الثامنة – الطائف . السنة الثامنة .
 ومن السرايا : سرية عبيدة بن الحارث – السنة الأولى – سرية بشير بن سعد الأنصاري . السنة السابعة – سرية خالد بن الوليد . السنة الثامنة – سرية الطفيل بن عمرو الدوسي . السنة الثامنة .
وسوف ألقي ظلالا على موقف الرسول صلى الله عليه وسلم من بني قينقاع، الذين هم أول من نقض العهد من اليهود مع المسلمين ، فكان جزاؤهم الجلاء من أطهر بقعة في الأرض بعد حرم الله الآمن .
ولقد كانت الحادثة التي فجرت الموقف حادثة المرأة المسلمة التي راودها اليهودي عن كشف وجهها فأبت، فعقدوا ظهر ثوبها فانكشفت سوءتها عندما قامت ، فاستغاثت فأغاثها مسلمُ فقتل اليهودي ، فتمالأ اليهود على المسلم فقتلوه . وهنا . تحرك جيش الإسلام بعد أن نبذ إليهم الرسول صلي الله عليه وسلم العهد الذي بينه وبينهم ، وذلك بعد أن نزل قول الله تعالى : ﴿ وإما تخافن من قوم خيانة فانبذ إليهم على سواء إن الله لا يحب الخائنين ﴾ الأنفال / 58  
ويتجلى لنا درس مهم جدا من هذا الموقف ، وهو :
(1) وجوب النفير العام لنجدة امرأة مسلمة ، وحماية عِرضها ، وصيانة كرامتها .