أنا أحب الإسلام !! لماذا ؟

أنا أحب الإسلام !! لماذا ؟
سؤال غريب أن يسال المسلم نفسه لماذا يحب الإسلام ؟ ولست أجد فيه شيئا من الغرابة ، لان بعض المسلمين قد لا يستطيع الإجابة عن هذا السؤال بالتفصيل ولا يملك إلا أن يجيب : بان الإسلام دين الله وكفى . وقد لا تكون هذه الإجابة به مقنعة لبعض السائلين خاصة إذا كانوا مسلمين اسما فقط قد تربٌوا بعيداً عن ديار الإسلام ، أو كانوا غير مسلمين – فقد تكون هذه الإجابة المقتضبة ليست كافية، حيث انه من المفترض في مثل هذه الحالة : أن يقوم المسئول بتوضيح المزايا الموجودة في الدين الإسلامي الحنيف والتي لا يعرفها إلا أهله العاملون به ، الملتزمون بتعليماته .



أن الإسلام الحنيف دين الله تعالي ، وقد اختاره الله لنا دينا – وعقيدة وشريعة ومنهاجا – والله تعالي إذا اختار أمرا لعباده فانه سبحانه وتعالي يختار لهم ما يصلح دنياهم وآخراتهم فيأمرهم بما يصلحهم ، وينهاهم عما يفسدهم . ﴿ ألا بعلم من خلق وهو اللطيف الخبير﴾ الملك /14

أن الإسلام الحنيف مليئ بالمزايا التي لا تنتهي إلا انه يحتاج إلي من يحسن عرضه بمزاياه عرضا يتناسب مع كماله ، وجماله حتى تعرف الدنيا مزايا ديننا فان أعجبهم فعليهم أن يلتزموا به معنا ، ولنضع أيدينا في أيديهم ، ولنعمل معا في ظل رايته الخفاقة العالية . وإذا لم ترق لهم مزايا إسلامنا الحنيف فحسبنا أن نكون قد بلغنا واحْسَنٌا التبليغ ولسنا مسئولين عن القلوب ، حيث أنها بيد الخالق جل في علاه (أنَّكَ لا تَهْدِىِ مَنْ أحْبَبْتَ ولكنَّ الله يَهدِىِ من يشاء). سورة القصص /56.
أن إسلامنا الحنيف قضية رابحة تحتاج إلى محارم ناجح بصير يفينون العرض والدفاع حتى تجبر المحكمة بأن تحكم لصالحه حكما لا يقبل الاستئناف، وذلك أمثال جعفر بن أبى طالب رضى الله عنه حين وقف بين يدي النجاشى يعرض عليه مزايا إسلامه ويدافع عنها بحجج قوية دامغة لاتقبل النقض جعلت الملك يسلم له ويحكم له من أول جلسةٍ، وجعلت الخصمين يفران من الميدان بعد خسارة فادحة.
لقد اعجبنى ماقاله جعفر حين سأله النجاشى: ماهذا الدين الذى قد فارقتم فيه قومكم، ولم تدخلوا به ديني ولا فى دين احدٍ من هذه الملل؟ فقال له جعفر: " أيها الملك ، كنا قوماً أهل جاهلية، نعبد الأصنام، ونأكل الميتة، ونأتي الفواحش، ونقطع الأرحام، ونسيء الجوار، ويأكل القوى منا الضعيف، فكنا على ذلك حتى بعث الله إلينا رسولاً منَّا، نعرف نسبه وصِدْقَه، وأمانته وعفافه، فدعانا إلى الله لنوحده ونعبده، ونخلع ما كنا نعبد نحن وآباؤنا من دونه ، من الحجارة والأوثان، وأمرنا بصدق الحديث وأداء الأمانة، و صلة الرحم، وحسن الجوار، والكف عن المحارم والدماء، ونهانا عن الفواحش ، وقول الزور، وأكل مال اليتيم ، وقذف المحصنات، وأمرنا أن نعبد الله وحده لا نشرك به شيئا، وأمرنا بالصلاة، والزكاة والصيام فصدقناه وأمنا به واتبعناه على ما جاء به من الله، فعبدنا الله وحده فلم نشرك به شيئاً، وحرمنا ما حَرَّم علينا، واحللنا ما  احل لنا، فعدا علينا قمنا فعذبونا وفتنونا عن ديننا، ليردونا إلى عبادة الأوثان من عبادة الله تعالى، وان نستحل ما كنا نستحل من الخبائث، فلما قهرونا وظلمونا وضيقوا علينا، وحالوا بيننا وبين ديننا، خرجنا إلى بلادك، واخترناك على من سواك، ورغبنا فى جوارك، ورجونا إلا نظلم عندك أيها الملك!
فقال له النجاشى:هل معك مما جاء به عن الله من شيء؟
فقال له جعفر:نعم. فقال لها النجاشى: فاقرأه عَلَىَّ، فقرأ عليه صدراً من سورة مريم، فلما سمعها بكى حتى ابتلت لحيته وبكت أساقفته حتى ابتلت مصاحفهم حين سمعوا وأتلا عليهم جعفر! ثم قال النجاشى: أن هذا والذى جاء به عيسى ليخرج من مشكاةٍ واحدةٍ! ثم قال النجاشى لمن جاء من قريش يطلب منه أن يسلم المسلمين إلى قريش: انطلقا، فلا والله لا اسْلِمهُما إليكما، ولا يكادون!
ولذا فأنا أحب الإسلام، لأنه دين الله تعالى الذى اختاره لنا وارتضاه لنادينا (اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا) المائدة/ جزء من الآية 3 ولأنه دين الحق الذى ابتغى الإنسان ديناً غيره فأنه لن يقبل عند الله تعالى: قال تعالى : (ومن يبتغ غير الإسلام ديناً فلن يقبل منه وهو فى الآخرة من الخاسرين) آل عمران/ 85  (إن الدين عند الله الإسلام) أل عمران جزء من الآية 19.
وأنا أحب الإسلام، لأنه دين يدعوا إلي مكارم الأخلاق ، ومحامد الصفات كالرحمة وحسن الخلق والكرم والصدق والمروءة والصبر والحياء واحترام الآخرين والنجدة وحسن الجوار ونصرة المظلوم . إلي آخر ما حدث عليه الإسلام من المكارم .
وأنا أحب الإسلام لأنه دين نهانا عن المزموم من الأخلاق ، والحقير من الأعمال والسفيه من الأقوال ، وذلك كالزنا والسرقة واكل أموال الناس بالباطل والغيبة والنميمة وتحقير الناس والاستهزاء بهم وخدش أعراضهم وظلمهم والكذب والرياء وخلف الوعد .
وأنا أحب الإسلام ، لأنه دين شامل كامل يتناول مظاهر الحياة جميعا فهو دولة ووطن أو حكومة امة ، وهو مادة وثروة ، أو كسب وغني وهو جهاد ودعوة ، أو جيش وفكرة ، كما هو عقيدة صادقة وعبادة صحيحة سواءً بسواء .
إنني أحب الإسلام من كل قلبي ، لأنه دين حرر العقل ، وحث علي العلم والبحث والاختراع ، بل انه رفع مكانة العلم والعلماء فقال تعالي : ( يرفع الله الذين امنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات ) المجادلة /11 ونزلت أول آية تحث علي العلم فقال تعالي : ( اقرأ باسم ربك الذي خلق خلق الإنسان من علق اقرأ وربك الإكرام الذي عَلَّمَ بالقلم عَلَّمَ الإنسان ما لم يعلم ) العلق من 1-5
أني أحب الإسلام ، لأنه نور الله الذي كَتَبَ له الخلود علي مرَّ العصور والأزمان وكُتب له النصر والتمكينْ ( كتب الله بأفواهم لاغلبن أنا ورسلي أن الله قوي عزيز ) المجادلة 21
( يريدون أن يطفئوا نور الله بأفواههم والله متم نوره ولو كره الكافرون هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره علي الدين كله ولو كره المشركون ) الصف 9،8
اسأل الله تعالي أن يحبب إلينا الإيمان وان يزينه في قلوبنا وان يكره إلينا الكفر والفسوق والعصيان وان يجعلنا من الراشدين . والله ولي توفيقنا وعليه فليتوكل المتوكلون ،،

بقلم / أحمد محمد عبد الخالق