الحلقة الرابعة والعشرون من التأملات القرآنية


الحلقة الرابعة والعشرون من التأملات القرآنية
بقلم د. أحمد عبد الخالق
تخـاصم أهل النـار
حمدا لله تعالى، وصلاة وسلاما على سيد ولد آدم، وخير الخلق سيدنا محمد r وعلى آله وصحبه، الغر الميامين وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا. وبعد


فإن تأملاتنا في هذه الحلقة، سوف تكون حول تخاصم أهل النار، وتلاعنهم في جهنم، على الرغم من صداقتهم في الدنيا، وحبهم وتعاونهم على الإثم والعدوان، فعلى الرغم من كل ذلك، إلا أنهم بعد دخولهم النار، وعلمهم اليقيني بأنهم لم يكونوا في الدنيا على الحق، وأنهم كانوا ضالين، قد أضل بعضهم بعضا، وبعد علمهم أن صحبتهم في الدنيا قد أودت بهم في الجحيم، ولا يغني بعضهم عن بعض شيئا، بعد علمهم بكل هذا واجتماعهم في جهنم، صاروا يتلاعنون فيما بينهم، ويسب بعضهم بعضا. وصدق الله إذ قال: ]الْأَخِلَّاءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ . يَا عِبَادِ لا خَوْفٌ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ وَلا أَنْتُمْ تَحْزَنُونَ . الَّذِينَ آمَنُوا بِآياتِنَا وَكَانُوا مُسْلِمِينَ . ادْخُلُوا الْجَنَّةَ أَنْتُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ تُحْبَرُونَ[([1])
ومن هنا فإن هذا الحوار، الذي يدور بين أهل النار بعضهم البعض، ليكشف لنا عن أمر هام، ألا وهو: ضرورة تحري الدقة في اختيار الأصدقاء والبيئة، التي سوف تعيش فيها ومعها في الدنيا. كما يجب عرض الأعمال، التي تنوي فعلها على كتاب الله وسنة رسوله، حتى تعلم ما إذا كان الأمر حقا، أو باطلا. كما أنه على العاقل أن يتعاون مع الآخرين على البر والتقوى، حتى ولو كان عدوا، ولا يتعاون على الإثم والعدوان، حتى ولو كان أبا، أو أخا.
والآيات، التي سوف نتأملها في هذه الحلقة، تكشف جانبا من هذا الحوار بين أهل النار، والذي يبدو في العداء ظاهرا فيما بينهم. فكل يلقي اللوم على الآخر، ولكن هيهات هيهات، فلا مخرج لهم، ولا فرار من جهنم. ونعوذ بالله من جهنم.
قال تعالى: ]هَذَا وَإِنَّ لِلطَّاغِينَ لَشَرَّ مَآبٍ . جَهَنَّمَ يَصْلَوْنَهَا فَبِئْسَ الْمِهَادُ . هَذَا فَلْيَذُوقُوهُ حَمِيمٌ وَغَسَّاقٌ . وَآخَرُ مِن شَكْلِهِ أَزْوَاجٌ . هَذَا فَوْجٌ مُّقْتَحِمٌ مَّعَكُمْ لَا مَرْحَباً بِهِمْ إِنَّهُمْ صَالُوا النَّارِ . قَالُوا بَلْ أَنتُمْ لَا مَرْحَباً بِكُمْ أَنتُمْ قَدَّمْتُمُوهُ لَنَا فَبِئْسَ الْقَرَارُ . قَالُوا رَبَّنَا مَن قَدَّمَ لَنَا هَذَا فَزِدْهُ عَذَاباً ضِعْفاً فِي النَّارِ . وَقَالُوا مَا لَنَا لَا نَرَى رِجَالاً كُنَّا نَعُدُّهُم مِّنَ الْأَشْرَارِ . أَتَّخَذْنَاهُمْ سِخْرِيّاً أَمْ زَاغَتْ عَنْهُمُ الْأَبْصَارُ . إِنَّ ذَلِكَ لَحَقٌّ تَخَاصُمُ أَهْلِ النَّارِ[([2])
] هذا وإن للطاغين[ وهم الخارجون عن طاعة الله عز وجل المخالفون لرسل الله r  ]لشر مآب[ أي لسوء منقلب ومرجع، ثم فسره بقوله جل وعلا: ]جهنم يصلونها[ أي يدخلونها فتغمرهم من جميع جوانبهم  ]فبئس المهاد . هذا فليذوقوه حميم وغساق[  أما الحميم فهو الحار، الذي قد انتهى حره. وأما الغساق، فهو ضده وهو البارد، الذي لا يستطاع من شدة برده المؤلم. ولهذا قال عز وجل  ]وآخر من شكله أزواج[ أي وأشياء من هذا القبيل، الشيء وضده. يعاقبون بها.
 قال الإمام أحمد:  عن أبي سعيد رضي الله عنه، عن رسول الله r أنه قال: [لو أن دلوا من غساق يهراق في الدنيا، لأنتن أهل الدنيا] وقال كعب الاحبار: [غساق، عين في جهنم يسيل إليها حمة كل ذات حمة، من حية وعقرب، وغير ذلك،


[1] - ســورة الزخرف:67- 70
[2] - ســورة ص:55-64

فيستنقع فيؤتى بالآدمي، فيغمس فيها غمسة واحدة، فيخرج وقد سقط جلده ولحمه عن العظام، ويتعلق جلده ولحمه في كعبيه وعقبيه، ويجر لحمه كله، كما يجر الرجل ثوبه] وقال الحسن البصري: في قوله تعالى ]وآخر من شكله أزواج[ ألوان من العذاب. وقال غيره: كالزمهرير والسموم وشرب الحميم وأكل الزقوم والصعود والهوي إلى غير ذلك من الأشياء المختلفة المتضادة. والجميع مما يعذبون به ويهانون بسببه.
وقوله عز وجل: ]هذا فوج مقتحم معكم لا مرحبا بهم إنهم صالوا النار[  هذا إخبار من الله تعالى عن قول أهل النار بعضهم لبعض، كما قال تعالى: ]كلما دخلت أمة لعنت أختها[ يعني بدل السلام، يتلاعنون ويتكاذبون ويكفر بعضهم ببعض. فتقول الطائفة التي تدخل قبل الأخرى، إذا أقبلت التي بعدها مع الخزنة من الزبانية: ] هذا فوج مقتحم معكم[  أي داخل معكم ]لا مرحبا بهم إنهم صالوا النار[ أي لأنهم من أهل جهنم ]قالوا بل أنتم لا مرحبا بكم[ أي فيقول لهم الداخلون: ] بل أنتم لا مرحبا بكم أنتم قدمتموه لنا[ أي أنتم دعوتمونا إلى ما أفضى بنا إلى هذا المصير]فبئس القرار[ أي فبئس المنزل والمستقر والمصير  ]قالوا ربنا من قدم لنا هذا فزده عذابا ضعفا في النار[ كما قال عز وجل: ]قالت أخراهم لأولاهم ربنا هؤلاء أضلونا فآتهم عذابا ضعفا من النار. قال لكل ضعف ولكن لا تعلمون[ أي لكل منكم عذاب بحسبه ]وقالوا ما لنا لا نرى رجالا كنا نعدهم من الأشرار . أتخذناهم سخريا أم زاغت عنهم الأبصار[ هذا إخبار عن الكفار في النار، أنهم يفتقدون رجالا كانوا يعتقدون أنهم على الضلالة وهم المؤمنون في زعمهم. قالوا: مالنا لا نراهم معنا في النار؟ قال مجاهد: هذا قول أبي جهل، يقول: ما لي لا أرى بلالا وعمارا وصهيبا وفلانا وفلانا؟ وهذا ضرب مثل. وإلا فكل الكفار هذا حالهم يعتقدون أن المؤمنين يدخلون النار. فلما دخل الكفار النار افتقدوهم فلم يجدوهم فقالوا: ]ما لنا لا نرى رجالا كنا نعدهم من الأشرار . أتخذناهم سخريا[ أي في الدار الدنيا؟، ]أم زاغت عنهم الأبصار[  يسلون أنفسهم بالمحال، يقولون: أو لعلهم معنا في جهنم، ولكن لم يقع بصرنا عليهم. فعند ذلك يعرفون، أنهم في الدرجات العاليات. وهو قوله عز وجل: ]ونادى أصحاب الجنة أصحاب النار أن قد وجدنا ما وعدنا ربنا حقا فهل وجدتم ما وعد ربكم حقا قالوا نعم فأذن مؤذن بينهم أن لعنة الله على الظالمين[ ) إلى قوله: ]ادخلوا الجنة لا خوف عليكم ولا أنتم تحزنون[ وقوله تعالى: ]إن ذلك لحق تخاصم أهل النار[  أي إن هذا الذي أخبرناك به يا محمد من تخاصم أهل النار بعضهم في بعض ولعن بعضهم لبعض ،لحق لامرية فيه ولا شك.
فها هي ذي جماعة من أولئك الطاغين من أهل جهنم. كانت في الدنيا متوادة متحابة. فهي اليوم متناكرة متنابذة، كان بعضهم يملي لبعض في الضلال. وكان بعضهم يتعالى على المؤمنين, ويهزأ من دعوتهم. كما يصنع الظالمون اليوم بالمؤمنين الصادقين، الذين يستهزئون بهم، ويسخرون منهم، وكما يضيق المجرمون على الشباب، الذي يسلك طريق الحق، فيعتقلونهم ويؤذونهم، حتى يتخلوا عن دينهم وعقيدتهم.
فما أبعد مصيرهم عن مصير المتقين. الذين كانوا يسخرون منهم, ويستكثرون اختيار الله لهم. وما أبأس نصيبهم الذي كانوا يستعجلون به، وهم يقولون: ]ربنا عجل لنا قطنا قبل يوم الحساب[!
ولقد ورد ذلك كثيرا في كتاب الله تعالى، حتى يأخذ الناس حذرهم من نوعية الصحبة في الدنيا، وحتى لا يكونوا ذيولا للظالمين، الذين يبنون ملكهم على أشلاء وجماجم المستضعفين من الشعوب. لا بد أن يحذر الناس تأييد أي ظالم، أومستبد، فإنهم لن يعنوا عنهم من الله شيئا يوم القيامة. ]إِنَّهُمْ لَنْ يُغْنُوا عَنْكَ مِنَ اللَّهِ شَيْئاً وَإِنَّ الظَّالِمِينَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَاللَّهُ وَلِيُّ الْمُتَّقِينَ[([1])
وتأمل معي هذا الحوار التالي: ]وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَنْ نُؤْمِنَ بِهَذَا الْقُرْآنِ وَلا بِالَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَلَوْ تَرَى إِذِ الظَّالِمُونَ مَوْقُوفُونَ عِنْدَ رَبِّهِمْ يَرْجِعُ بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ الْقَوْلَ يَقُولُ الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا لَوْلا أَنْتُمْ لَكُنَّا مُؤْمِنِينَ . قَالَ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا لِلَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا أَنَحْنُ صَدَدْنَاكُمْ عَنِ الْهُدَى بَعْدَ إِذْ جَاءَكُمْ بَلْ كُنْتُمْ مُجْرِمِينَ . وَقَالَ الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا بَلْ مَكْرُ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ إِذْ تَأْمُرُونَنَا أَنْ نَكْفُرَ بِاللَّهِ وَنَجْعَلَ لَهُ أَنْدَاداً وَأَسَرُّوا النَّدَامَةَ لَمَّا رَأَوُا الْعَذَابَ وَجَعَلْنَا الْأَغْلالَ فِي أَعْنَاقِ الَّذِينَ كَفَرُوا هَلْ يُجْزَوْنَ إِلَّا مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ[([2])
يقول الله تعالى: ها هم أولاء موقوفون عنده ! لو ترى يومئذ، لرأيت هؤلاء الظالمين، يلوم بعضهم بعضاً, ويؤنب بعضهم بعضاً, ويلقي بعضهم تبعة ما هم فيه على بعض: ]يرجع بعضهم إلى بعض القول[. . فماذا يرجعون من القول?
]يقول الذين استضعفوا للذين استكبروا:لولا أنتم لكنا مؤمنين[. .
فيلقون على الذين استكبروا تبعة الوقفة المرهوبة المهينة, وما يتوقعون بعدها من البلاء ! يقولون لهم: هذه القولة الجاهرة اليوم; ولم يكونوا في الدنيا بقادرين على مواجهتهم هذه المواجهة. كان يمنعهم الذل والضعف والاستسلام, وبيع الحرية، التي وهبها الله لهم, والكرامة، التي منحها إياهم, والإدراك الذي أنعم به عليهم. أما اليوم وقد سقطت القيم الزائفة, وواجهوا العذاب الأليم, فهم يقولونها، غير خائفين ولا مبقين ! ]لولا أنتم لكنا مؤمنين[!
ويضيق الذين استكبروا بالذين استضعفوا. فهم في البلاء سواء. وهؤلاء الضعفاء يريدون أن يحملوهم تبعة الإغواء، الذي صار بهم إلى هذا البلاء ! وعندئذ يردون عليهم باستنكار، ويجبهونهم بالسب الغليظ:
]قال الذين استكبروا للذين استضعفوا أنحن صددناكم عن الهدى بعد إذ جاءكم ? بل كنتم مجرمين[!
فهو التخلي عن التبعة, والإقرار بالهدى, وقد كانوا في الدنيا لا يقيمون وزناً للمستضعفين ولا يأخذون منهم رأياً, ولا يعتبرون لهم وجوداً, ولا يقبلون منهم مخالفة ولا مناقشة! أما اليوم - وأمام العذاب - فهم يسألونهم في إنكار: ]أنحن صددناكم عن الهدى بعد إذ جاءكم ?[. . ]بل كنتم مجرمين[. . من ذات أنفسكم, لا تهتدون، لأنكم مجرمون.
ولو كانوا في الدنيا، لقبع المستضعفون لا ينبسون ببنت شفة، ولكنهم في الآخرة، حيث تسقط الهالات الكاذبة والقيم الزائفة; وتتفتح العيون المغلقة، وتظهر الحقائق المستورة. ومن ثم لا يسكت المستضعفون ولا يخنعون, بل يجبهون المستكبرين بمكرهم، الذي لم يكن يفتر نهاراً ولا ليلاً للصد عن الهدى; وللتمكين للباطل, ولتلبيس الحق، وللأمر بالمنكر, ولاستخدام النفوذ والسلطان في التضليل والإغواء: ]وقال الذين استضعفوا للذين استكبروا بل مكر الليل والنهار, إذ تأمروننا أن نكفر بالله ونجعل له أنداداً[. .
ثم يدرك هؤلاء وهؤلاء، أن هذا الحوار البائس لا ينفع هؤلاء ولا هؤلاء, ولا ينجي المستكبرين ولا المستضعفين. فلكل جريمته وإثمه. المستكبرون عليهم وزرهم, وعليهم تبعة إضلال الآخرين وإغوائهم. والمستضعفون عليهم وزرهم, فهم مسؤولون عن اتباعهم للطغاة، لا يعفيهم أنهم كانوا مستضعفين. لقد كرمهم الله بالإدراك والحرية, فعطلوا الإدراك وباعوا


[1] - ســورة الجاثية:19
[2] - ســورة سبأ:31-33
الحرية ورضوا لأنفسهم أن يكونوا ذيولاً وقبلوا لأنفسهم أن يكونوا مستذلين. فاستحقوا العذاب جميعاً; وأصابهم الكمد والحسرة، وهم يرون العذاب حاضراً لهم مهيأ:] وأسروا الندامة لما رأوا العذاب[. وهي حالة الكمد، الذي يدفن الكلمات في الصدور, فلا تفوه بها الألسنة, ولا تتحرك بها الشفاه. ثم أخذهم العذاب المهين الغليظ الشديد: ]وجعلنا الأغلال في أعناق الذين كفروا[. ثم يلتفت السياق، يحدث عنهم وهم مسحوبون في الأغلال, مهملاً خطابهم إلى خطاب المتفرجين]  هل يجزون إلا ما كانوا يعملون ?[. .
ويسدل الستار على المستكبرين والمستضعفين من الظالمين. وكلاهما ظالم. هذا ظالم بتجبره وطغيانه وبغيه وتضليله. وهذا ظالم بتنازله عن كرامة الإنسان, وإدراك الإنسان، وحرية الإنسان, وخنوعه وخضوعه للبغي والطغيان. وكلهم في العذاب سواء. لا يجزون إلا ما كانوا يعملون .
وهذا حوار آخر: ]النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوّاً وَعَشِيّاً وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ . وَإِذْ يَتَحَاجُّونَ فِي النَّارِ فَيَقُولُ الضُّعَفَاءُ لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا إِنَّا كُنَّا لَكُمْ تَبَعاً فَهَلْ أَنْتُمْ مُغْنُونَ عَنَّا نَصِيباً مِنَ النَّارِ . قَالَ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا إِنَّا كُلٌّ فِيهَا إِنَّ اللَّهَ قَدْ حَكَمَ بَيْنَ الْعِبَادِ[([1])
يا له من يوم عصيب على الظالمين وأشياعهم في النار.! ويا له من عذاب عظيم لا يغادر منهم أحدا.! فاعتبروا يا أولي الألباب، قبل أن يغلق الباب. وقبل أن تفارقوا الأهل والأحباب. وقبل أن لا ينفع العتاب. فلا تفرطوا في كرامتكم، ولا تتنازلوا عن حريتكم. ولا تكونوا مطية لغيركم إلى جهنم. هداني الله وهداكم. والله يرعانا ويرعاكم.




[1] - ســورة غافر:46-48