الحلقة
العشرون من التأملات القرآنية
بقلم
د. أحمد عبد الخالق
أهم
صـفات عبــاد الرحمن
حمدا لله تعالى،
وصلاة وسلاما على سيد العابدين، وإمام الأصفياء المخلصين، سيدنا محمد وعلى آله
وصحبه ومن سار على نهجه واتبع هديه إلى يوم الدين. وبعد
فإن تأملاتنا في هذه
الحلقة، سوف تكون حول أهم صفات عباد الرحمن، الذين شرفهم الله تعالى بإضافتهم
إليه، تكريما لهم، وتقديرا لأعمالهم له سبحانه وتعالى وحده. ولقد جاءت هذه الصفات
بعد أن رفض المشركون السجود للرحمن، متجاهلين إياه، غير معترفين به رحمانا رحيما،
فاستنكفوا عن السجود له، تكبرا وعنادا. قال الله تعالى: ]وَإِذَا
قِيلَ لَهُمُ اسْجُدُوا لِلرَّحْمَنِ قَالُوا وَمَا الرَّحْمَنُ أَنَسْجُدُ لِمَا
تَأْمُرُنَا وَزَادَهُمْ نُفُوراً[([1])
وإنها لصورة كريهة من
صور الاستهتار والتطاول; تذكر هنا للتهوين من وقع تطاولهم على الرسول r فهم لا يوقرون ربهم, فيتحدثون بهذه اللهجة عن ذاته العلية, فهل يستغرب من هؤلاء أن
يقولوا: عن الرسول ما قالوا ? وهم ينفرون من اسم الله الكريم, ويزعمون أنهم لا يعرفون
اسم (الرحمن) ويسألون عنه بما, زيادة في الاستهتار ]قالوا وما الرحمن ?[ ولقد بلغ من تطاولهم واستخفافهم أن يقولوا: ما نعرف الرحمن، إلا ذاك باليمامة.
يعنون به مسيلمة الكذاب!
وإذا كان المشركون،
قد استكبروا و رفضوا السجود لربهم، فإن لله تعالى عبادا يعشقون السجود لله تعالى، فهم
يذلون أنفسهم للعزيز، لينالوا منه العزة. ويتملقون إليه بنعمه، فيزدادون منه قربا.
هذا الصنف من البشر، يحبون الله ويحبهم، ويتقربون إلى الله تعالى، فيقربهم،
ويستغفرون الله تعالى، فيغفر لهم. ويتوبون إلى الله عز وجل، فيتوب عليهم. وينزلون
ضيوفا على الكريم، فيكرمهم.
قال الله تعالى: ]وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ
الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْناً وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَاماً . وَالَّذِينَ
يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّداً
وَقِيَاماً . وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا اصْرِفْ عَنَّا عَذَابَ جَهَنَّمَ إِنَّ عَذَابَهَا كَانَ غَرَاماً .
إِنَّهَا سَاءتْ مُسْتَقَرّاً وَمُقَاماً[([2])
وهذه الآيات من هذه السورة، يبرز فيه ]عباد الرحمن[ بصفاتهم المميزة , ومقوماتهم الخاصة، وكأنما هم خلاصة البشرية في نهاية المعركة الطويلة بين
الهدى والضلال. بين البشرية الجاحدة المشاقة، والرسل الذين يحملون الهدى
لهذه البشرية. وكأنما هم الثمرة الجنية لذلك الجهاد الشاق الطويل, والعزاء المريح لحملة
الهدى فيما لا قَوه من جحود وإعراض. !
وإذا كان المشركون، قد استنكروا وتجاهلوا اسم ]الرحمن[ فهاهم أولاء عباد الرحمن, الذين يعرفون الرحمن, ويستحقون أن ينسبوا إليه,
وأن يكونوا عباده. ها هم أولاء بصفاتهم المميزة ومقومات نفوسهم وسلوكهم
وحياتهم. ها هم أولاء مُثُلاً حية واقعية للجماعة التي يريدها الإسلام, وللنفوس التي
ينشئها بمنهجه التربوي القويم. وهؤلاء هم
الذين يستحقون، أن يعبأ بهم الله في الأرض, ويوجه إليهم عنايته، فالبشر كلهم أهون على الله من أن يعبأ بهم, لولا أن هؤلاء فيهم, ولولا أن
هؤلاء يتوجهون إليه بالتضرع والدعاء.
وأول سمة – صفة - من سمات عباد الرحمن: ]الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْناً[ أي أنهم يمشون على الأرض مِشية سهلة هينة، ليس فيها تكلف ولا تصنع, وليس فيها خيلاء ولا تنفج, ولا
تصعير خد ولا تخلع، أو ترهل. فالمشية ككل حركة تعبير عن الشخصية, وعما يستكن فيها من
مشاعر. والنفس السوية المطمئنة الجادة القاصدة, تخلع صفاتها هذه على مشية
صاحبها, فيمشي مشية سوية مطمئنة جادة قاصدة. فيها وقار وسكينة, وفيها جد وقوة.
وفي نفس الوقت لا يتماوت في مشيته، إظهارا للتقوى، حيث إنها ليست تقوى، ولكنها
إماتة للدين.
الصفة الثانية:
]وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ
قَالُوا سَلَاماً[ فهم في جدهم ووقارهم وقصدهم إلى ما يشغل نفوسهم من اهتمامات كبيرة, لا يتلفتون إلى حماقة الحمقى
وسفه السفهاء, ولا يشغلون بالهم ووقتهم وجهدهم بالاشتباك مع السفهاء والحمقى في جدل،
أو عراك, ويترفعون عن المهاترة مع المهاترين الطائشين. ]وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا:سلاما[ لا عن ضعف، ولكن عن ترفع; ولا عن عجز، إنما عن استعلاء، وعن صيانة للوقت والجهد، أن ينفقا فيما لا يليق بالرجل
الكريم المشغول عن المهاترة بما هو أهم وأكرم وأرفع.
الصفة الثالثة:
تهجدهم، ودعاؤهم: ]وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّداً وَقِيَاماً . وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا
اصْرِفْ عَنَّا عَذَابَ جَهَنَّمَ إِنَّ عَذَابَهَا كَانَ غَرَاماً .
إِنَّهَا سَاءتْ مُسْتَقَرّاً وَمُقَاماً[
والتعبير يبرز شيئين من الصلاة: السجود والقيام، لتصوير حركة عباد
الرحمن, في جنح الليل والناس نيام. فهؤلاء قوم يبيتون لربهم سجدا وقياما, يتوجهون
لربهم وحده, ويقومون له وحده, ويسجدون له وحده. هؤلاء قوم مشغولون عن النوم
المريح اللذيذ, بما هو أروح منه وأمتع, مشغولون بالتوجه إلى ربهم, وتعليق أرواحهم
وجوارحهم به. فينام الناس، وهم قائمون ساجدون. ويخلد الناس إلى الأرض، وهم يتطلعون
إلى عرش الرحمن, ذي الجلال والإكرام.
وهم في قيامهم وسجودهم وتطلعهم وتعلقهم، تمتلئ قلوبهم
بالتقوى, والخوف من عذاب جهنم، يقولون: يَقُولُونَ: ]رَبَّنَا اصْرِفْ عَنَّا عَذَابَ جَهَنَّمَ إِنَّ عَذَابَهَا كَانَ غَرَاماً .
إِنَّهَا سَاءتْ مُسْتَقَرّاً وَمُقَاماً[ وما رأوا جهنم, ولكنهم آمنوا بوجودها, وتمثلوا صورتها، مما جاءهم في القرآن الكريم وعلى لسان رسول الله الكريم. فهذا الخوف النبيل،
إنما هو ثمرة الإيمان العميق, وثمرة التصديق .
وهم يتوجهون إلى ربهم في ضراعة وخشوع، ليصرف عنهم عذاب جهنم.
فلا يطمئنهم أنهم يبيتون لربهم سجدا وقياما; فهم لما يخالج قلوبهم من التقوى،
يستقلون عملهم وعبادتهم، ولا يرون فيها ضمانا ولا أمانا من النار, إن لم يتداركهم
فضل الله وسماحته وعفوه ورحمته، فيصرف عنهم
عذاب جهنم.
الصفة الرابعة: القصد في
الإنفاق. فهم في حياتهم نموذج القصد والاعتدال والتوازن: ]وَالَّذِينَ إِذَا أَنفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ
يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَاماً[([1])
وهذه سمة الإسلام،
التي يحققها في حياة الأفراد والجماعات; ويتجه إليها في التربية والتشريع, ويقيم
بناءه كله على التوازن والإعتدال. والإسلام وهو ينظم هذا الجانب من الحياة يبدأ به من نفس الفرد , فيجعل الاعتدال سمة من سمات
الإيمان:] وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَاماً[.
الصفة الخامسة: عدم الشرك
بالله، واقتراف الذنوب والمعاصي. فصفة عباد الرحمن بعد ذلك، أنهم لا يشركون بالله,
ويتحرجون من قتل النفس, ومن الزنا. تلك الكبائر المنكرات، التي
تستحق أليم العذاب، وأنهم يبادرون بالتوبة إلى الله، والإنابة إليه، والانطراح بين
يديه، والوقوف ببابه، طمعا في جنته، وخوفا من عذابه.
]وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهاً
آخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَاماً . يُضَاعَفْ لَهُ
الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَاناً . إِلَّا مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صَالِحاً فَأُوْلَئِكَ
يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَّحِيما[([1])
فتوحيد الله تعالى، هو أساس هذه
العقيدة, ومفرق الطريق بين الوضوح والاستقامة، والبساطة في الاعتقاد. وبين الغموض والالتواء والتعقيد,
الذي لا يقوم على أساسه نظام صالح للحياة.
والتحرج من قتل النفس - إلا بالحق -
مفرق الطريق بين الحياة الاجتماعية الآمنة المطمئنة، التي تحترم فيها الحياة الإنسانية، ويقام لها وزن;
وحياة الغابات والكهوف، التي لا يأمن فيها على نفسه أحد، ولا يطمئن إلى عمل أو بناء.
والتحرج من الزنا هو مفرق الطريق بين
الحياة النظيفة، التي يشعر فيها الإنسان بارتفاعه عن الحس الحيواني الغليظ, ويحس بأن لالتقائه
بالجنس الآخر هدفا أسمى من إرواء سعار اللحم والدم, والحياة الهابطة الغليظة، التي لا هم للذكران والإناث
فيها، إلا إرضاء ذلك السعار.
ومن أجل أن هذه الصفات الثلاثة مفرق الطريق بين الحياة
اللائقة بالإنسان الكريم على الله; والحياة الرخيصة الغليظة الهابطة إلى درك الحيوان، من أجل ذلك، ذكرها الله في سمات عباد الرحمن.
ثم يفتح الله باب التوبة لمن أراد
أن ينجو من هذا المصير المسيء بالتوبة والإيمان الصحيح والعمل الصالح: ]إِلَّا مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صَالِحاً[ ويَعِد التائبين المؤمنين العاملين، أن يبدل ما عملوه من سيئات قبل التوبة، حسنات
بعدها تضاف إلى حسناتهم الجديدة: ]فَأُوْلَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ[ وهو فيض من عطاء الله، لا مقابل
له من عمل العبد، إلا أنه اهتدى ورجع عن
الضلال, وثاب إلى حمى الله, ولاذ به بعد الشرود والمتاهة: ]وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَّحِيما[
وباب التوبة دائما مفتوح, يدخل منه
كل من استيقظ ضميره, وأراد العودة والمآب. لا يصد عنه قاصد، ولا يغلق في وجه لاجئ, أيا كان,
وأيا ما ارتكب من الآثام.
فعن أبي فروة، أنه أتى النبي r فقال: أرأيت رجلا عمل الذنوب
كلها ولم يترك حاجة ولا داجة، فهل له من توبة ? فقال:"
أسلمت ? " فقال: [نعم] . قال: [فافعل الخيرات، واترك السيئات، فيجعلها الله لك خيرات كلها]. قال: وغدراتي
وفجراتي ? قال: [نعم] . فما زال يكبر، حتى توارى. ]وَمَن تَابَ وَعَمِلَ صَالِحاً
فَإِنَّهُ يَتُوبُ إِلَى اللَّهِ مَتَاباً[([2])
الصفة السادسة: عدم شهودهم للزور، واللغو. فعدم شهادة
الزور، قد تكون على ظاهر اللفظ، ومعناه القريب, أي أنهم لا يؤدون شهادة الزور، لما
في ذلك من تضييع الحقوق, والإعانة على الظلم. وقد يكون معناها الفرار من مجرد
الوجود في مجلس، أو مجال يقع فيه الزور بكل صنوفه وألوانه, ترفعا منهم عن شهود مثل
هذه المجالس والمجالات. وهو أبلغ وأوقع. وهم كذلك يصونون أنفسهم واهتماماتهم عن
اللغو والهذر: ]وإذا مروا باللغو مروا كراما[ لا
يشغلون أنفسهم به, ولا
يلوثونها بسماعه; إنما يكرمونها
عن ملابسته ورؤيته، بل ومن باب أولى المشاركة فيه ! فللمؤمن ما يشغله عن اللغو والهذر, وليس لديه من الفراغ
والبطالة ما يدفعه إلى الشغل باللغو الفارغ, وهو من عقيدته، ومن
دعوته، ومن تكاليفها في نفسه وفي الحياة كلها في شغل شاغل.]وَالَّذِينَ لَا يَشْهَدُونَ الزُّورَ وَإِذَا مَرُّوا
بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَاماً [([1])
الصفة السابعة: تفاعلهم مع آيات الله. فمن سماتهم، أنهم سريعوا التذكر، إذا ذكروا, قريبوا
الاعتبار، إذا وعظوا, مفتوحوا القلوب لآيات الله, يتلقونها بالفهم والاعتبار:] وَالَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُوا
بِآيَاتِ رَبِّهِمْ لَمْ يَخِرُّوا عَلَيْهَا صُمّاً وَعُمْيَانا[ ([2])
الصفة الثامنة: طلبهم الذرية الصالحة.
وأخيرا فإن عباد الرحمن، لا يكفيهم أنهم يبيتون لربهم سجدا وقياما; وأنهم يتسمون بتلك السمات العظيمة كلها, بل يرجون أن تعقبهم ذرية،
تسير على نهجهم, وأن تكون لهم أزواج من نوعهم; فتقر بهم عيونهم, وتطمئن بهم قلوبهم, ويتضاعف بهم عدد ]عباد الرحمن[ ويرجون أن يجعل الله منهم قدوة طيبة للذين يتقون الله ويخافونه:] وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا
مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَاماً[([3])
فهذا هو الشعور الفطري الإيماني
العميق: شعور الرغبة في مضاعفة السالكين في الدرب إلى الله. وفي أولهم الذرية
والأزواج, فهم أقرب الناس تبعة، وهم أول أمانة يسأل عنها الرجال. والرغبة كذلك في أن يحس
المؤمن أنه قدوة للخير, يأتم به الراغبون في الله، وليس في هذا من أثرة ولا استعلاء، فالركب كله في الطريق إلى الله.
وفي نهاية هذه الجملة من الصفات
الكريمة، لأحب الخلق إلى الله تعالى، الذين أحبهم وأحبوه. يذكر الله تعالى الجزاء،
الذي أعده لهم، فيختم به هذا البيان: ) ]أُوْلَئِكَ يُجْزَوْنَ الْغُرْفَةَ بِمَا صَبَرُوا وَيُلَقَّوْنَ فِيهَا تَحِيَّةً
وَسَلَاماً . خَالِدِينَ فِيهَا حَسُنَتْ مُسْتَقَرّاً وَمُقَاماً[([4])
والغرفة ربما كان المقصود بها الجنة, أو المكان الخاص في الجنة, كما أن الغرفة، أكرم من البهو فيما اعتاد الناس في البيوت في هذه الأرض,
عندما يستقبلون الأضياف. وأولئك الكرام، الذين سبقت صفاتهم
وسماتهم, يستقبلون في الغرفة بالتحية والسلام, جزاء ما صبروا على تلك الصفات
والسمات. وهو تعبير ذو دلالة. فهذه العزائم تحتاج إلى الصبر على شهوات النفس, ومغريات
الحياة, ودوافع السقوط. والاستقامة جهد لا يقدر عليه، إلا بالصبر، الصبر الذي
يستحق أن يذكره الله في هذا الفرقان.
وهذا النعيم يكون في مقابل جهنم، التي يتضرعون إلى
ربهم أن يصرفها عنهم، لأنها ساءت مستقرا ومقاما، يجزيهم الله الجنة ]خَالِدِينَ فِيهَا حَسُنَتْ مُسْتَقَرّاً وَمُقَاماً[ فلا مخرج لهم إلا أن يشاء الله . وهم فيها على خير حال من الاستقرار والمقام.
أسأل الله تعالى، أن يجعلنا من
عباده الصالحين، وأن يجعلنا من أهل جنات النعيم. أللهم آمين. وصل اللهم وسلم وبارك
على الرسول الكريم وعلى آله وصحبه أجمعين.